ورقة عمل مقدمة من قِبَل كُلٍ من: شركة فيزيوتك، وبريل هاوس:
هذه الورقة تحتوي التالي:
تمهيد.
بعض الوظائف غير التقليدية والتي يستطيع كفيف البصر العمل فيها.
بعض التجارب لأشخاص مكفوفي البصر عملوا في وظائف غير تقليدية.
بعض العوائق التي تحول بين كفيف البصر والعمل في الوظائف غير التقليدية.
مقترحات تُسهم في توسيع دائرة توظيف مكفوفي البصر في الوظائف غير التقليدية.
أولا: تمهيد ومقدمة:
لقد ظل العميان في عالمنا العربي ردحا طويلا من الزمن محصورين في زاوية وظيفية ضيقة ، لا تتعدى الإمامة والخطابة في المساجد، والتدريس في المدارس وبعض الجامعات، والعمل على المقسمات الهاتفية، والأعمال اليدوية مثل: صنع أدوات التنظيف وبعض المنتجات الخزفية، ووصلت في أبعد مدى لها إلى التخصص في مجال المحاماة.
في الوقت ذاته بلغ العميان في دول العالم المتقدم شأوا بعيدا في هذا المضمار، حيث تخصصوا في العديد والعديد من المجالات العلمية الحديثة، لا سيما التي لها علاقة بتكنلوجيا المعلومات، والغريب في الموضوع أن هذا الأمر كان منذ ردحٍ من الزمن أيضا، حيث سألتُ أحد معاهد المكفوفين في ألمانيا عن أغرب تخصص درس كفيف ألماني يعرفونه؟ فأخبروني عن كفيف يعمل في تخصص هندسة القطارات وكان هذا منذ أربعين سنة.
تجدر الملاحظة هنا إلى أن الكفيف عموما يتمتع بكل ما يتمتع به أي مبصر من قدرات عقلية وفكرية وعملية وحركية -تختلف بنسب متفاوتة بين كفيف وآخر كما هو الحال لدى المبصرين- الفارق الوحيد المميز للمبصرين عن المكفوفين، هو أن المبصر بإمكانه التعامل مع جميع التقنيات الحديثة، نتيجة اعتماد هذه التقنيات على البصر بشكل شبه كامل، إلا أن هذا الفارق بدأ في التناقص والاضمحلال إن لم نقل في التلاشي بعد أن قيض الله للمكفوفين بعض العقول المتفتحة والبصائر المتنورة التي قلصت من دور البصر في استخدام هذه التقنيات، بعد أن حُولت المعلومات التي تعتمد عليه بشكل كلي إلى الاعتماد على اللمس والسمع، اللمس من خلال طريقة برايل، والسمع من خلال البرامج الصوتية الناطقة.
ومن هنا، وانطلاقا من هذه الفكرة التي تعتمد على إحلال حواس السمع واللمس محل الاعتماد على حاسة البصر، تمكن الكفيف من التعامل مع كثير من الأجهزة والتقنيات الحديثة، لا سيما الحاسب الآلي والذي تقوم أصلا التقنيات الحديثة على أساسه.
وفي ظل هذا التحديث وذاك التطوير تمكن الكفيف من خوض غمار الحياة مستخدما التقنيات الحديثة معتمدا على نفسه في جُل أموره الحياتية والعملية، فصار يتعامل مثلا مع برامج الحاسب الآلي بكفاءة ومهنية عالية فاقت بعض إخوانه من المبصرين، وأضحى بإمكانه أن يُفيد المجتمع مثله مثل المبصر تماما، وبات بإمكانه أن يُسير شركته الخاصة بكفاءة واقتدار، وأصبح بالإمكان أن ترى منهم -أي المكفوفين- مدير مبيعات ناجح، ومدير تسويق أنجح، ومدرس أكثر فاعلية، ومحاضرا أقوى جاذبية، وخطيب أفصح لسانا وأعمق بيانا وأقوى حُجة، كُل هذا بفضل التقنيات احديثة، التي ساهمت في رفع مستوى الكفيف حتى في الوظائف التقليدية والتي ذكرتها سلفا، إذ مكنت تكنلوجيا المعلومات الكفيف من البحث بسهولة في الشبكة العنكبوتية الإنترنت عن مصادر المعرفة وأمهات الكتب، وبالتالي يتمكن من أن يكون مدرسا متنورا ومحاميا متفتحا ملما بآخر الأبحاث والدراسات في مجاله، كذلك مكنته التقنية الحديثة من التعامل مع المقسمات الهاتفية الحديثة، والتي تعتمد على الكمبيوتر بشكل كامل، إذ أن المكفوفين في بعض دول العالم العربي كان لهم اليد الطولى والكلمة النافذة في مجال التوظيف على المقسمات الهاتفية القديمة، والتي تعمل بشكل يدوي، ولكن بعد دخول المقسمات الهاتفية الإلكترونية الحديثة فقد مُنح المكفوفون إجازات مفتوحة وأوقف بعضهم عن العمل نتيجة عدم استطاعتهم التعامل مع هذه المقسمات الحديثة، الأمر الذي جعل البطالة تتفشى بينهم، والإحباط يتسرب إلى قلوبهم، والخمول ينخر أجسامهم وعقولهم، إذ غدوا بلا وظيفة ولا عمل يشعرون من خلاله أنهم يستفيدون ويفيدون ويحققون ذواتهم، وأذكرُ هنا أنني استمعت قبل فترة من الوقت إلى برنامج إذاعي في إحدى الدول العربية يُناقش هذه الظاهرة، وهي ظاهرة إحلال المقسمات الإلكترونية الحديثة محل المقسمات القديمة وعجز المكفوفين عن التعامل معها، وتدخلت امرأة كفيفة كانت تعمل على المقسمات القديمة ومُنحت أجازة مفتوحة أو أوقفت عن العمل بعد أن استبدلت المؤسسة التي كانت تعمل بها بدالتها القديمة بأخرى حديثة، فقالت: ماذا سنفعل نحن المكفوفين بعد هذا التغيير هل سنجلس في بيوتنا؟ هل سنبقى بلا وظيفة؟ ثم أجابت قائلة: الحل هو أن نظل نعمل على هذه البدالات الحديثة، ولو بأن نضغط صباحا على زر التشغيل، ثم نضغط في نهاية الدوام على زر الإيقاف.
هذا مثال ونموذج بسيط ربما أطلت فيه الكلام نظرا لشهرته وأهميته، وكما أسلفت فإن التقنية الحديثة حلت هذه المشكلة بشكل جذري.
ثانيا: بعض الوظائف التي يستطيع كفيف البصر تأديتها بمساعدة التكنلوجيا الحديثة:
وتجدر الإشارة هنا إلى أنه ليس بالضرورة أن أذكر كُل الوظائف التي يستطيع الكفيف العمل فيها، إلا أنني سأذكر ما أعرفه أو ما سمعت عنه أو وقفتُ عليه بنفسي:
1- مجال التسويق:
إذ أن الكفيف بطبيعته قادرٌ على تكوين شبكة واسعة من العلاقات مع فئات وشرائح متعددة في المجتمع، وقد ساهمت ظهور الأجهزة الصغيرة أو ما يعرف بالنوت تيكر والتي تمكن الكفيف من إدخال ما شاء من معلومات كأسماء الأشخاص وأرقام هواتفهم وعناوينهم، والتي يتم التعامل معها إما عن طريق اللمس برايل أو السمع الناطق، وكذلك البرامج الناطقة والملموسة للهواتف النقالة، ناهيك عن البريد الإلكتروني، كل هذه الوسائل والأجهزة وغيرها ساعدت الكفيف وسهلت له التواصل والاتصال بالزبائن والعملاء ومتابعتهم ومراسلتهم، وتسجيل الملاحظات الخاصة بكل عميل.
2- المبيعات:
وبإمكان الكفيف أيضا أن يكون مدير أو مندوب مبيعات ناجح يوفر لشركته أو مؤسسته سمعة طيبة، ومكاسب معتبرة، إذ بإمكانه أن ينتقل بنفسه إى الأماكن التي يود التعامل معها والبيع فيها، وأن يعرض منتج شركته بشكل يدفع الآخرين إلى اقتناء ما لديه، كما بإمكانه أن يعرض منتجه بشكل تقني حديث عن طريق برامج الكمبيوتر المتعددة مثل الباوار بوينت وغيرها.
3- مجال السكرتاريا:
وبإمكان الكفيف الآن أن يمارس عمله كسكرتير مبدع، إذ أنه بيسر وسهولة يستطيع ترتيب وتنسيق مواعيد مديره وجدولتها وتقديم موععد وتأخير آخر، وكُل هذا بمساعدة التقنيات الحديثة من أجهزة وبرامج، كذلك بإمكانه أن يطلع على الرسائل القادمة وأن يسجل ملاحظاته عليها، عن طريق الماسحات الضوئية أو ما يعرف بالسكانار، والذي يحول الخط العادي إلى خط برايل أو إلى صوت مسموع بمساعدة برامج خاصة، وكذلك كتابة الرسائل عن طريق برامج الطباعة المتعارف عليها مثل الوورد وغيرها.
4- مجال طباعة البحوث والكتب وغيرها:
إذ يمكن للكفيف أن يطبع البحوث وكذلك الكتب بأي عدد من الأوراق بسرعة وكفاءة واقتدار، وباستخدام أحدث التقنيات واستخدام أجمل الديكورات وأنسب الخطوط، مع مقدرته على اختيار الألوان وتغيير أحجام الخطوط وغيرها من المهارات المطلوبة في هذا الباب.
5- مجال الحسابات:
كما يمكن للكفيف أن يكون محاسبا محترفا وإحصائيا بارعا بمساعدة الآلات الحاسبة الحديثة، أو برامج الحسابات الموجودة في الكمبيوتر، والقادرة على التعامل مع أعقد المسائل الحسابية، ويمكن بالطبع ترتيب الجداول الحسابية وغيرها من العمليات عن طريق استخدام برنامج الإكسل مثلا.
6- مجال خدمات الزبائن:
إذ أن هذا القسم صار ركيزة مهمة ودعامة لا غنى للشركات والمؤسسات عنها، فبإمكان الكفيف الآن أن يتواصل مع الزبائن ويحل مشاكلهم ويجيب على أسئلتهم واسفساراتهم، عن طريق البريد الإلكتروني، كما يمكنه إجراء دراسات إحصائية وعمل استطلاعات عن مدى انتشار منتجات الشركة ومدى قبولها عند الناس، ومن ثم رفع تقارير إلى إدارة الشركة، الأمر الذي يحسن من أداء الشركة أو المؤسسة ويرفع من مستواها.
7- مجال إدارة المنتديات والمواقع الإلكترونية:
فالآن بإمكان كفيف البصر أيضا أن يُدير المنتديات الإلكترونية وغرف الحوارات المختلفة، وكذلك تصميم وإدارة المواقع على الشبكة العنكبوتية، مما يجعله شخصا فعالا في شركته أو مؤسسته.
8- مجال البرمجيات والصيانة في الحواسيب:
فبإمكان الكفيف الآن أن يعمل في مجال البرمجيات وتصميم البرامج والمنظومات بلغات الكمبيوتر المختلفة، كما أنه بالإمكان أن يعمل في مجال صيانة أجهزة الكمبيوتر، وتجميع أجزائها.
9- مجال تدريس علوم الحاسب الآلي:
إذ أن الكفيف وبعد تأهيله وتعليمه على استخدام أجهزة الحاسب الآلي، يستطيع وكما ذكرنا مرارا في هذه الورقة أن يتعامل مع جهاز الكمبيوتر بكفاءة واقتدار، ومن ثم فهو قادرٌ مثل أقرانه من المبصرين على أن يدرس علومه بمهنية وكفاءة عاليتين.
10-مجال الصحافة والإعلام:
إذ بإمكانه متابعة آخر الأخبار ورصد آخر الأحداث والتطورات عن طريق قراءة الجرائد من خلال الشبكة العنكبوتية الإنترنت أو عن طريق الماسح الضوئي، وكذلك كتابة تقاريره وتحليلاته الخاصة به، عن طريق جهاز الكمبيوتر مثله مثل المبصر، كذلك فهو يستطيع قراءة نشرات الأخبار، وغيرها من البرامج الإذاعية والتلفزيونية المختلفة.
ولا بد من التنويه ههنا إلى أنني لم آتِ على كُل الوظائف التي يمكن للأعمى أن يعمل فيها بمساعدة التكنلوجيا الحديثة، -كما ذكترتُ آنفاً- إذ أن كثيرا من الوظائف يستطيع أن يعمل فيها الكفيف بعد أن يتم تطويع بعض البرامج من قبل الشركات المختصة في هذا الباب، وكذلك بعد تأهيل الكفيف على العمل في تلك الوظائف.
.
هذه الورقة تحتوي التالي:
تمهيد.
بعض الوظائف غير التقليدية والتي يستطيع كفيف البصر العمل فيها.
بعض التجارب لأشخاص مكفوفي البصر عملوا في وظائف غير تقليدية.
بعض العوائق التي تحول بين كفيف البصر والعمل في الوظائف غير التقليدية.
مقترحات تُسهم في توسيع دائرة توظيف مكفوفي البصر في الوظائف غير التقليدية.
أولا: تمهيد ومقدمة:
لقد ظل العميان في عالمنا العربي ردحا طويلا من الزمن محصورين في زاوية وظيفية ضيقة ، لا تتعدى الإمامة والخطابة في المساجد، والتدريس في المدارس وبعض الجامعات، والعمل على المقسمات الهاتفية، والأعمال اليدوية مثل: صنع أدوات التنظيف وبعض المنتجات الخزفية، ووصلت في أبعد مدى لها إلى التخصص في مجال المحاماة.
في الوقت ذاته بلغ العميان في دول العالم المتقدم شأوا بعيدا في هذا المضمار، حيث تخصصوا في العديد والعديد من المجالات العلمية الحديثة، لا سيما التي لها علاقة بتكنلوجيا المعلومات، والغريب في الموضوع أن هذا الأمر كان منذ ردحٍ من الزمن أيضا، حيث سألتُ أحد معاهد المكفوفين في ألمانيا عن أغرب تخصص درس كفيف ألماني يعرفونه؟ فأخبروني عن كفيف يعمل في تخصص هندسة القطارات وكان هذا منذ أربعين سنة.
تجدر الملاحظة هنا إلى أن الكفيف عموما يتمتع بكل ما يتمتع به أي مبصر من قدرات عقلية وفكرية وعملية وحركية -تختلف بنسب متفاوتة بين كفيف وآخر كما هو الحال لدى المبصرين- الفارق الوحيد المميز للمبصرين عن المكفوفين، هو أن المبصر بإمكانه التعامل مع جميع التقنيات الحديثة، نتيجة اعتماد هذه التقنيات على البصر بشكل شبه كامل، إلا أن هذا الفارق بدأ في التناقص والاضمحلال إن لم نقل في التلاشي بعد أن قيض الله للمكفوفين بعض العقول المتفتحة والبصائر المتنورة التي قلصت من دور البصر في استخدام هذه التقنيات، بعد أن حُولت المعلومات التي تعتمد عليه بشكل كلي إلى الاعتماد على اللمس والسمع، اللمس من خلال طريقة برايل، والسمع من خلال البرامج الصوتية الناطقة.
ومن هنا، وانطلاقا من هذه الفكرة التي تعتمد على إحلال حواس السمع واللمس محل الاعتماد على حاسة البصر، تمكن الكفيف من التعامل مع كثير من الأجهزة والتقنيات الحديثة، لا سيما الحاسب الآلي والذي تقوم أصلا التقنيات الحديثة على أساسه.
وفي ظل هذا التحديث وذاك التطوير تمكن الكفيف من خوض غمار الحياة مستخدما التقنيات الحديثة معتمدا على نفسه في جُل أموره الحياتية والعملية، فصار يتعامل مثلا مع برامج الحاسب الآلي بكفاءة ومهنية عالية فاقت بعض إخوانه من المبصرين، وأضحى بإمكانه أن يُفيد المجتمع مثله مثل المبصر تماما، وبات بإمكانه أن يُسير شركته الخاصة بكفاءة واقتدار، وأصبح بالإمكان أن ترى منهم -أي المكفوفين- مدير مبيعات ناجح، ومدير تسويق أنجح، ومدرس أكثر فاعلية، ومحاضرا أقوى جاذبية، وخطيب أفصح لسانا وأعمق بيانا وأقوى حُجة، كُل هذا بفضل التقنيات احديثة، التي ساهمت في رفع مستوى الكفيف حتى في الوظائف التقليدية والتي ذكرتها سلفا، إذ مكنت تكنلوجيا المعلومات الكفيف من البحث بسهولة في الشبكة العنكبوتية الإنترنت عن مصادر المعرفة وأمهات الكتب، وبالتالي يتمكن من أن يكون مدرسا متنورا ومحاميا متفتحا ملما بآخر الأبحاث والدراسات في مجاله، كذلك مكنته التقنية الحديثة من التعامل مع المقسمات الهاتفية الحديثة، والتي تعتمد على الكمبيوتر بشكل كامل، إذ أن المكفوفين في بعض دول العالم العربي كان لهم اليد الطولى والكلمة النافذة في مجال التوظيف على المقسمات الهاتفية القديمة، والتي تعمل بشكل يدوي، ولكن بعد دخول المقسمات الهاتفية الإلكترونية الحديثة فقد مُنح المكفوفون إجازات مفتوحة وأوقف بعضهم عن العمل نتيجة عدم استطاعتهم التعامل مع هذه المقسمات الحديثة، الأمر الذي جعل البطالة تتفشى بينهم، والإحباط يتسرب إلى قلوبهم، والخمول ينخر أجسامهم وعقولهم، إذ غدوا بلا وظيفة ولا عمل يشعرون من خلاله أنهم يستفيدون ويفيدون ويحققون ذواتهم، وأذكرُ هنا أنني استمعت قبل فترة من الوقت إلى برنامج إذاعي في إحدى الدول العربية يُناقش هذه الظاهرة، وهي ظاهرة إحلال المقسمات الإلكترونية الحديثة محل المقسمات القديمة وعجز المكفوفين عن التعامل معها، وتدخلت امرأة كفيفة كانت تعمل على المقسمات القديمة ومُنحت أجازة مفتوحة أو أوقفت عن العمل بعد أن استبدلت المؤسسة التي كانت تعمل بها بدالتها القديمة بأخرى حديثة، فقالت: ماذا سنفعل نحن المكفوفين بعد هذا التغيير هل سنجلس في بيوتنا؟ هل سنبقى بلا وظيفة؟ ثم أجابت قائلة: الحل هو أن نظل نعمل على هذه البدالات الحديثة، ولو بأن نضغط صباحا على زر التشغيل، ثم نضغط في نهاية الدوام على زر الإيقاف.
هذا مثال ونموذج بسيط ربما أطلت فيه الكلام نظرا لشهرته وأهميته، وكما أسلفت فإن التقنية الحديثة حلت هذه المشكلة بشكل جذري.
ثانيا: بعض الوظائف التي يستطيع كفيف البصر تأديتها بمساعدة التكنلوجيا الحديثة:
وتجدر الإشارة هنا إلى أنه ليس بالضرورة أن أذكر كُل الوظائف التي يستطيع الكفيف العمل فيها، إلا أنني سأذكر ما أعرفه أو ما سمعت عنه أو وقفتُ عليه بنفسي:
1- مجال التسويق:
إذ أن الكفيف بطبيعته قادرٌ على تكوين شبكة واسعة من العلاقات مع فئات وشرائح متعددة في المجتمع، وقد ساهمت ظهور الأجهزة الصغيرة أو ما يعرف بالنوت تيكر والتي تمكن الكفيف من إدخال ما شاء من معلومات كأسماء الأشخاص وأرقام هواتفهم وعناوينهم، والتي يتم التعامل معها إما عن طريق اللمس برايل أو السمع الناطق، وكذلك البرامج الناطقة والملموسة للهواتف النقالة، ناهيك عن البريد الإلكتروني، كل هذه الوسائل والأجهزة وغيرها ساعدت الكفيف وسهلت له التواصل والاتصال بالزبائن والعملاء ومتابعتهم ومراسلتهم، وتسجيل الملاحظات الخاصة بكل عميل.
2- المبيعات:
وبإمكان الكفيف أيضا أن يكون مدير أو مندوب مبيعات ناجح يوفر لشركته أو مؤسسته سمعة طيبة، ومكاسب معتبرة، إذ بإمكانه أن ينتقل بنفسه إى الأماكن التي يود التعامل معها والبيع فيها، وأن يعرض منتج شركته بشكل يدفع الآخرين إلى اقتناء ما لديه، كما بإمكانه أن يعرض منتجه بشكل تقني حديث عن طريق برامج الكمبيوتر المتعددة مثل الباوار بوينت وغيرها.
3- مجال السكرتاريا:
وبإمكان الكفيف الآن أن يمارس عمله كسكرتير مبدع، إذ أنه بيسر وسهولة يستطيع ترتيب وتنسيق مواعيد مديره وجدولتها وتقديم موععد وتأخير آخر، وكُل هذا بمساعدة التقنيات الحديثة من أجهزة وبرامج، كذلك بإمكانه أن يطلع على الرسائل القادمة وأن يسجل ملاحظاته عليها، عن طريق الماسحات الضوئية أو ما يعرف بالسكانار، والذي يحول الخط العادي إلى خط برايل أو إلى صوت مسموع بمساعدة برامج خاصة، وكذلك كتابة الرسائل عن طريق برامج الطباعة المتعارف عليها مثل الوورد وغيرها.
4- مجال طباعة البحوث والكتب وغيرها:
إذ يمكن للكفيف أن يطبع البحوث وكذلك الكتب بأي عدد من الأوراق بسرعة وكفاءة واقتدار، وباستخدام أحدث التقنيات واستخدام أجمل الديكورات وأنسب الخطوط، مع مقدرته على اختيار الألوان وتغيير أحجام الخطوط وغيرها من المهارات المطلوبة في هذا الباب.
5- مجال الحسابات:
كما يمكن للكفيف أن يكون محاسبا محترفا وإحصائيا بارعا بمساعدة الآلات الحاسبة الحديثة، أو برامج الحسابات الموجودة في الكمبيوتر، والقادرة على التعامل مع أعقد المسائل الحسابية، ويمكن بالطبع ترتيب الجداول الحسابية وغيرها من العمليات عن طريق استخدام برنامج الإكسل مثلا.
6- مجال خدمات الزبائن:
إذ أن هذا القسم صار ركيزة مهمة ودعامة لا غنى للشركات والمؤسسات عنها، فبإمكان الكفيف الآن أن يتواصل مع الزبائن ويحل مشاكلهم ويجيب على أسئلتهم واسفساراتهم، عن طريق البريد الإلكتروني، كما يمكنه إجراء دراسات إحصائية وعمل استطلاعات عن مدى انتشار منتجات الشركة ومدى قبولها عند الناس، ومن ثم رفع تقارير إلى إدارة الشركة، الأمر الذي يحسن من أداء الشركة أو المؤسسة ويرفع من مستواها.
7- مجال إدارة المنتديات والمواقع الإلكترونية:
فالآن بإمكان كفيف البصر أيضا أن يُدير المنتديات الإلكترونية وغرف الحوارات المختلفة، وكذلك تصميم وإدارة المواقع على الشبكة العنكبوتية، مما يجعله شخصا فعالا في شركته أو مؤسسته.
8- مجال البرمجيات والصيانة في الحواسيب:
فبإمكان الكفيف الآن أن يعمل في مجال البرمجيات وتصميم البرامج والمنظومات بلغات الكمبيوتر المختلفة، كما أنه بالإمكان أن يعمل في مجال صيانة أجهزة الكمبيوتر، وتجميع أجزائها.
9- مجال تدريس علوم الحاسب الآلي:
إذ أن الكفيف وبعد تأهيله وتعليمه على استخدام أجهزة الحاسب الآلي، يستطيع وكما ذكرنا مرارا في هذه الورقة أن يتعامل مع جهاز الكمبيوتر بكفاءة واقتدار، ومن ثم فهو قادرٌ مثل أقرانه من المبصرين على أن يدرس علومه بمهنية وكفاءة عاليتين.
10-مجال الصحافة والإعلام:
إذ بإمكانه متابعة آخر الأخبار ورصد آخر الأحداث والتطورات عن طريق قراءة الجرائد من خلال الشبكة العنكبوتية الإنترنت أو عن طريق الماسح الضوئي، وكذلك كتابة تقاريره وتحليلاته الخاصة به، عن طريق جهاز الكمبيوتر مثله مثل المبصر، كذلك فهو يستطيع قراءة نشرات الأخبار، وغيرها من البرامج الإذاعية والتلفزيونية المختلفة.
ولا بد من التنويه ههنا إلى أنني لم آتِ على كُل الوظائف التي يمكن للأعمى أن يعمل فيها بمساعدة التكنلوجيا الحديثة، -كما ذكترتُ آنفاً- إذ أن كثيرا من الوظائف يستطيع أن يعمل فيها الكفيف بعد أن يتم تطويع بعض البرامج من قبل الشركات المختصة في هذا الباب، وكذلك بعد تأهيل الكفيف على العمل في تلك الوظائف.
.
0 التعليقات:
إرسال تعليق